الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

اردوغان يلقن السيسى درسا خلال كلمته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة



أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، أن بلاده "ليست دولة داعمة  أو راعية للإرهاب، أو دولة تغض الطرف عن الأعمال الإرهابية، بل على العكس نحن أكثر دولة خاضت كفاحا مؤثرا ضد الإرهاب."  جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الرئيس التركي، الأربعاء،  فى المناقشات العامة للدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أوضح فيها أرائه ووجهات نظره حيال العديد من التطورات الإقليمية والدولية المختلفة.  وأوضح الرئيس التركي أن  "اللامبالاة وعدم الاكتراث بقتل الأطفال، وتبني ازدواجية في المعايير تجاه المظلومين، كان بمثابة إمداد للإرهاب في العالم بالأوكسجين"، لافتا إلى أن "الكتل العريضة التي تعلق آمالا كبيرة على الأمم المتحدة، والمنظمات، والمؤسسات الدولية، سقطت في فخ الإرهاب، وكلها عجز، ويأس."  ومضى الرئيس التركي قائلا "سنستمر على صداقتنا التي لا مثيل لها لأصدقائنا، وسنتصدى بكل قوة للإرهاب، والظالمين، والقتلة، ولا سيما قتلة الأطفال، وسنواصل دفاعنا بشكل شجاع، وأقوى عن الديمقراطية، والرفاهية."   وأفاد أن الدورة الـ69 للجميعة العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا تتزامن مع الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى التي اندلعت في العام 1914، مضيفا "وعلى الرغم من ذلك، وعلى الرغم من مرور فترة زمنية بلغت 100 عام، إلا أننا نشاهد بكل حزن وأسف أن المناطق الجغرافية التي كانت مسرحا لتلك الحرب، لازالت محرومة من الاستقرار والرفاهية والسلام، من سوريا للعراق، ومن فلسطين لليمن ومن مصر لليبيا ومن أفغانستان لأوكرانيا، منطقة جغرافية واسعة لازالت تعج في أزمات عميقة".  وتابع: "نحن الآن في القرن الـ21 ، ومع هذا لازالت هناك شعوب تموت من الجوع، ومن الأمراض المعدية، والأطفال والنساء يقتلون بكل وحشية في الحروب"، مضيفا "ففي الوقت الذي تعيش فيه الدول الغنية في رفاهية، نرى على الجانب الآخر في الدول الفقيرة الناس يعانون مشاكل الجوع وسوء التغذية والجهل".   وذكر أن "تغير المناخ يمثل تهديدا كبيرا لمستقبل دنيانا وأطفالنا، فهذه مشكلة تهم في الأساس الأمم المتحدة"، مضيفا: "لا يمكن لأي شخص أن يكون بريئا في دنيا يموت فيها الأطفال، ويُقتلون، ولا يمكن لشخص أن يأمن على حياته بها، أو أن ينعم بالسلام، والازدهار الدائمين.". وأشار إلى أن "17 ألف طفل سوري لقوا حتفهم في الحرب السورية، بينما أُصيب 375 ألف آخرين، و19 ألف فقدوا عضوا على الأقل من أعضائهم، وأن 490 طفلا فلسطينيا لقوا حتفهم في العدوان الذي استهدفهم في قطاع غزة، وأُصيب 3 ألاف آخرين".  وأكد "أردوغان" أن  هذه المجازر والجرائم تُرتكب على مرآى ومسمع من العالم، مضيفا "الأمهات قُتلن وهن يحملن أطفالهن في أحضانهن أمام العالم أجمع، وأمام كاميرات المصورين الصحفيين، وعرضتها شاشات التلفاز، قُتلن وهن في بيوتهن وفي الأماكن الآمنة اللاتئ لجئن إليها، وأطفال آخرون قتلوا وهم يلعبون على الشاطئ".  وأضاف: "ولقد شاهدنا أن هناك من سعوا لإسكات من كانوا يحاولون لفت أنظار العالم إلى تلك المجازر، سعوا في ذلك تحت تسميات مختلفة"، متابعا: "ليس هذا فحسب بل كل من حاول الاعتراض على ما يجري في سوريا من جرائم، وما جرى في مصر من قتل للديمقراطية، تعرضوا لعدد من الاتهامات الباطلة التي لا أساس لها، حيث تم اتهامهم على الفور بدعم الإرهاب ومساندته"  وأشار إلى أن الدول التي تتشدق بين الحين والآخر بحرية الصحافة، غضت الطرف عن مقتل 16 صحفيا أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة، بل بم يعأوا بالضغوط التي مورست على وسائل الإعلام، بحسب قوله، مضيفا: "من اكتفوا بمجرد المشاهدة، والصمت، ولم يكن لهم أي ردة فعل حيال قتل الأطفال، والنساء، والانقلاب بالسلاح، والدبابات على الأنظمة المنتخبة من قبل الشعب، مشاركون صراحة، وعلانية في هذه الجرائم الإنسانية".  وأكد ن بلاده "لانتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ونحترم وحدة تراب جميع الدول بالمنطقة وسيادتها، وهذا ما نؤكد عليه باستمرار".    وطالب الرئيس التركي الأمم المتحدة، بالقيام بالدور المنوط بها حيال المشاكل والأزمات التي تشهدها المنطقة، مشيرا إلى أن "سعي الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن من خلال مواقفها المختلفة، لتعجيز الأمم المتحدة بشكل لا يتفق مع حقائق العالم، أم لا يمكن للضمير العالمي أن يقبله  بأي حال من الأحوال".  وذكر أن المشاكل التي تشهدها العراق باتت كارثية بالنسبة للعراقيين أنفسهم، لافتا إلى أن تلك المشاكل تعدت الحدود العراقية، وأن العراق باتت دولة مواتية لتحرك التنظيمات الإرهابية بها".  وشدد "أردوغان" على أن الأزمة العراقية تؤثر على دول المنطقة بشكل مباشر، وفي مقدمتهم تركيا، مضيفا "لكننا نعلق آمالا كبيرة على الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها مؤخرا، وسنستمر بجانب العراقيين من أجل الاستقرار والسلام". 

شاهد الكلمة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق