الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

كلمة السر 28



كتب / محمد عبد الله :
إذا عرف السبب بطل العجب

وقد يتعجب البعض لظهور أصوات كانت قد سكتت طويلاً وظهورها على مسرح الأحداث محاولة التصدر لمشهدٍ شديد التداخل

فأخيراً نطق البرادعي ومعه وائل غنيم وحدثت المعجزة واعترض ساويرس على مايحدث للإخوان وبالطبع لانغفل وحيد حامد وغيره فما السبب لنطق أناس أدمنوا الخرس في مواجهة دماء سفكت وامتلأ بها الشارع وفساد عريض يبدو ظاهراً للكفيف قبل المبصر ؟؟؟

هل بدأت أمريكا في نفض يدها من السيسي ؟؟؟ رغم مغازلته لها في آخر حواراته بأنه يحافظ على أمن إسرائيل في المقام الأول بأفعاله التدميرية في سيناء ؟؟؟!

ولماذا تزامنت معجزة إستعادة النطق لكل هؤلاء مع مناداة شباب بإنتفاضة إسلامية خالصة ليس لها هدف يتمحور في شرعية أو رجوع رئيس معزول أو غير ذلك شباب أعلن أنه ماخرج إلا نصرة لشرع الله الذي خولف في بلد الأزهر ونصرة للمظلومين الذين انتهكت حقوقهم وأريقت دماؤهم في نفس التوقيت الذي تعالى فيه عواء مشايخ السلطان أمثال محمد سعيد رسلان الذي أدمن على اعتلاء منبر رسول الله وحبك سيناريوهات وحوارات مريضة من وحي خياله واصفاً للقاتل الراقص البذيئ بالمؤمن ولمن خالفه بالخوارج كلاب أهل النار وذلك الموظف بالأوقاف الذي أراد شهرة فأفتى بجواز إراقة دماء الشباب بأمر الحاكم وأولئك المتسلفين والذين هم الإصدار الحديث ممن قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه فهم يحجزون لأنفسهم مقاعدهم بالجنة على اعتبار أنهم الطائفة المنصورة وغيرهم من البضع وسبعين شعبةً الذين هم في النار المهم ما الرابط بين نطق من خرسوا وخروج الشباب لانتفاضتهم ؟؟؟

الرابط هو أن الولايات المتحدة قد بدأت في تحريك عرائس الماريونيت لعدم استئثار الشباب بالثورة وحدهم لعل من أبرز ماقامت به داعش أو تنظيم الدولة أنها هيجت فكرة الخلافة في عقول الشباب مرة أخرى وأعلت عندهم مبادئ الجهاد وقيمته وساعدتها الحكومات المستبدة بتسليط آلات قهرهم على الشباب وإعمالها ألوان العذاب فيهم لتخلق حالة من الزلزال الداخلي الرافض للسلمية خاصةً بعد أن أثبتت فشلها في انتزاع الحق اختلف مثلي أو اتفق مع داعش لكن ماأحيته في نفوس المقهورين لايمكننا تجاوزه أو إغفاله اختلف أو اتفق لكن لاريب أن داعش أحيت في قلوب وعقول الشباب اللامبالاة بالهيمنة الأمريكية وعلمتهم أن يمضوا تاركين لوم اللائمين وضاربين بمحاولة مغازلة الغرب عرض الحائط اختلف مثلي معهم أو اتفق لكن لابد أن تُقِر أن الغرب بعد أن أعدت مطابخ مخابراته الوصفات السحرية للقضاء على تيار الإسلام السياسي الأليف رغم استمساكه بِعُرَى الديمقراطية المكتوبة بمداد الأمريكان ووفق شروطهم وجد نفسه أمام بديل إسلامي آخر أكثر ضراوة ويجتذب له عقول وأفئدة الشباب العربي المستمسك بهويته والقابض على جمرها والمتعرض ليلاً ونهاراً لكل صور التهميش بل والقهر والتقتيل كرد فعل طبيعي فالمظلوم دائماً ماتبهره النماذج المغالية في الإنتقام .

وليس أدل على ذلك من مسيرات المطرية والتي تعالت فيها الهتافات لداعش ورفرفت فيها رايات العقاب ( ورغم لوم اللائمين لكن ماذا تفترضون أن تكون ردود الأفعال ناعمة ومسالمة وكيوت أما الإنتهاك الدائم والقتل والإغتصاب والإعتقال )

وكنتيجة لزيادة الحكومات من اللهيب المستعر داخل صدور شباب التيار الإسلامي بمختلف توجهاته وتعالي التيارات الليبرالية والعلمانية والإشتراكية ومن تَزْعُم في نفسها الثورية على التيار الإسلامي ( مش عارف بأمارة إيه ) فإن شباب التيار الإسلامي وجد نفسه وحده في محرقة الطغاة لايمد له أحدٌ يدَ العون فوجدنا تنظيمات عدة تسارع بالبيعة لأمير داعش وإقرار خلافته مما جعل إسرائيل الطفلة المدللة لأمريكا بين جماعات جهادية شرقاً وغرباً وعلى مقربة من جنوبها ( في اليمن ) وهو ما استثار بالتأكيد حفيظة البيت الأبيض كما أن ثورة إسلامية خالصة في مصر ولَّدَتْها أيدي المستبد أمر لا يمكن قبوله للحلفاء الأمريكان خاصة أن هذه الإنتفاضة تأتي في توقيت حُيِّد فيه الشارع كثيراً فبعد أن كان الباعة الجائلون والمواطنون الشرفاء من البلطجية والمتحرشين هم اليد الباطشة مع الشرطة في فض التظاهرات قامت المشكلات الاقتصادية الطاحنة والوعود الكاذبة بتثبيط هممهم في تقديم فروض الولاء والطاعة وتقديمهم للقرابين تقرباً لفرعونهم زد على ذلك أن من تدثر بالعامة دائماً فهو عريان فمن يسبحون بحمد السيسي هم أبعد الناس عن النزول للميادين وأثبت ذلك تواجدهم المنعدم في الإنتخابات وغيرها من المناسبات رغم محاولات التجميل المستمرة من الإعلام ومحاولة تضخيم الأعداد ومحاولة تكثير سوادهم بالراقصين والراقصات فالفاعلون في الشوارع على مدى مايزيد عن خمسةَ عَشَرَ شهراً دون كلل أو ملل فما بالك بتغير منهجيتهم واستراتيجيتهم بحيث يربكوا قادة الإنقلاب وهؤلاء الفاعلون بمرور الوقت أصبحت بوصلة توجهاتهم تميل يوماً بعد يوم تجاه قبلتهم الجديدة والمتمثلة في انبهاراتهم بداعش وذلك رغم محاولات قياداتهم الإمساك بالدفة للإبتعاد بهم عن مثل تلك الأفكار كل ذلك دعا أميريكا لاستدعاء مدعي الثورية والذين كانوا بمثابة عَرَّابي الإنقلاب حتى وإن أدان بعضهم بعض نتائجه دعتهم للقيام بدور الراقصة الاستربتيز ليغروا الشباب بالتوافق بعد أن تعالوا عليهم كثيراً ولكن هذه المرة قد لايكون لظهور الكثير قيمة فلاريب أن كثيراً من النخب المهترئة والمتثاقفين المانِّين على الناس بعدد من الكتب التي حفظوها دون وعي وكثيراً من مدعي الثورية والشرف الثوري الذي أريق يوم أن أريقت دماء المصريين في شوارع المحروسة قد انعقدت ألسنتهم عن مجرد التعاطف أو حتى النقد ليظهروا اليوم محاولين دس أنوفهم في مشهد يأبى راسموه إلا أن يبقونهم خارج كادره وعازمين على ألا يكرروا أخطاءهم الماضية باختصار فإن ليوم الثامن والعشرين نكهة جديدة تضفيه على الثورة ذلك أنها دعوة غير مؤدلجة لاتخضع لسلطات جماعة دون غيرها ويخوضها شباب لم تكتسب الأجهزة الأمنية بعد التوقع المسبق لمدى مايمكنهم الوصول إليه ولا كيفية التحكم فيه ذلك ماجعل كلاً يدلي بدلوه الآن معارضاً بعد خرس تمكن منه لأكثر من عام .

فيقيني أن يوم ٢٨ نوفمبر إن لم يكن حاسماً فسيكون نقطة تحول في الأحداث تختل بها عجلة القيادة تحت اليد الباطشة لرموز الإنقلاب أكثر من اختلالها حالياً

ولكن وسط هذا المشهد العبثي فعلى الثوار ألا يحملوا لهذا اليوم طاقةً فوق طاقته ولا يعلوا سقف طموحاتهم ويروا أن يوماً سيسقط إنقلاباً ولكنه قد يكون يوماً محورياً ينتج عنه فارق كبير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق