السبت، 29 نوفمبر 2014

د.زكريا مطر يكتب : السيسى وسياسات كيد النسا



بعد اغتصاب السيسى للسلطة ,
يتعجب الكثيرون من تصرفاته المثيرة للجدل والضحك والنكد والاسى وهى مواقف تختلط فيها الدراما مع التراجيديا والكوميديا , تسىء الى تاريخ مصر وتراثها ومقامها ووزنها الدولى ولا اجد لها وصفا الا انها تتم بطريقة اقل ماتوصف انها طرق واساليب كيد النسا.
واذكر على سبيل المثال بعض هذه التصرفات الكيدية النسائبة : *ينسى او يتناسى السيسى ان من رفع رتبته واحتضنه كانت حكومة ذات مرجعية اسلامية رقته مرتين الى رتبة فريق اول ووزيرا للدفاع وهو الموقع الذى تمكن منه من الانقلاب على سلطة منتخبة ومن يومها وهو يحارب كل ماهو اسلامى ويعمل على اجتثاث الاسلام ومحاربة كل ماهو اسلامى بالقتل بالاعتقال وومصادرة الاموال والتعذيب والاغتصاب وتكميم الافواهوانتهاك القانون والتمييز والتحيز وتأليب جزء من الشعب على الجزء الآخر , وكان المثير للعجب انه استبعد استخدام الصكوك الاسلامية فى المعاملات لمجرد انها اسلامية رغم الازمة الاقتصادية والتمويلية التى يعانيها وقد فقد بسبب هذا التصرف الخاطىء حوالى 200 مليار دولار كانت هى الحصيلة المتوقعة من تطبيق هذه الصكوك والدليل على ذلك ان المملكة المتحدة ذات المرجعية المسيحية قد التقطت الفكرة وطبقتها وحصلت على هذا العائد المجزى المقدر بحوالى 200 مليار دولاربل ان اسبانيا المسيحية بدأت فى الاستفادة من المعاملات الاسلامية فى معاملاتها البنكية ايضا .
* حقدا على الاسلام وحرصا على مصالح اسرائيل وحماية لامنها القومى كما قال السيسى نفسه فأنه انشأ منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة واقفل معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة وهجر اهالى المنطقة وهدم مدنا مصرية فى سيناء وقتل الكثير من السيناوية بشكل عشوائى وعلى الهوية مستفزا اهالى سيناء ومكتسبا لعدائهم الذى قد ينتج عنه احتضانهم للجهاديين فى سيناء وايوائهم وهو ما ينذر بكارثة قد تؤدى الى طلب امريكا و الدول الدائمة العضوية فى مجلس الامن بوضع قناة السويس الممر المائى الدولى تحت الحماية الدولية وفرض منطقة حظر جوى على سيناء تحت الفصل السابع للمجلس وربما فصلها عن مصر , ويتمادى السيسى فى معاداته للاسلام وممارسة سياسة كيد النسا والتضحية بمصالح مصر وامنها القومى بمحاولة نزع سلاح المقاومة الفلسطينية فى غزة وخنق القطاع تمهيدا لهجوم قد تشنه اسرائيل بمشاركة السيسى ومباركة امريكية , بل ويعلن انه مستعد لارسال قوات مصرية الى الاراضى الفلسطينية دعما لاسرائيل و لتأمين اى اتفاق فلسطينى اسرائيلى سيكون قطعا فى مصلحة اسرائيل مما قد يؤدى الى القتال مع المقاومة الفلسطينية وهو سيناريو اتمنى الله ان لا اعيش حتى اراه . *
نلاحظ ان السيسى لا يشير من قريب ولا بعيد الى دور المصريين الخارج فى دعم الاقتصاد المصرى وعددهم حوالى 10 مليون مصرى لأنه يعلم ان ميول اغلبيتهم الاسلامية والتى وضحت من نتائج التصويت فى الانتخابات النيابية والرئاسية الاخيرة , والموجود اغلبهم فى دول الخليج العربى وهى التى يوجد بها الأغلبية القائمة بتحويل مدخراتهم الى مصر بل ان المصريين فى الخارج يعانون من المعاملة السيئة فى المطارات وعند استلام تحويلاتهم من البنوك كذلك خوفهم من ضياع مدخراتهم او مصادرتها لمجرد الشك فى انهم اسلاميين ,وتزيد معاناتهم فى البلدان التى يعملون فيه لتجسس السفارات المصرية عليهم وكتابة التقارير الامنيه ضدهم ولذلك تناقصت تحويلاتهم كثبرا وضاع على مصر استثمارات تقدر بحوالى 500 مليار دولار كان يمكن للمصريين فى الخارج ان يضخوها فى الاقتصاد المصرى لو ان الحكومة المصرية كانت اكثر ذكاءا وقدمت لهم الميزات والتسهيلات التى تمنحها للمستثمرين العرب امثال الوليد بن طلال السعودى وجاسم الخرافى الكويتى وشركة ارابتك الاماراتية .
*هل يعقل لحكومة شبه مفلسة فى حاجة الى حصيلة السياحة والاستثمارات والتجارة الخارجية والتى من اهم شروطها توافرالامن والاستقرار وضمان عدم مصادرة الاموال وسهولة تحويلها ان ترفع شعار محاربة الارهاب وتعلن انها تخوض حربا داخلية وعالمية ضدالارهاب وان جزء كبير من شعبها ارهابى لأنه اسلامى كما ذكر نجيب سويرس بأن اعدادهم لاتقل عن 2 مليون لمجرد الكره للاسلام , وهو ما ادى الى شبه توقف للسياحة وعزوف الاستثمارات عن القدوم وبالتالى تناقص الاحتياطى بالعملة الصعبة فى البنك المركزى وتدهور قيمة الجنيه المصرى وبالتالى غلاء الاسعاروتناقص توافر السلع والمستلزمات .
* من مظاهر سياسات كيد النسا التى تضر مصركثيرا هو عقده تحالف الكلاماتا المضحك مع اليونان وقبرص اليونانية المسيحيتين ( نسبة الى نوع الزيتون المخلل الذى تنتجه هذان البلدان ) وهما اكبر دولتين مفلستين فى العالم ويعيشان على دعم دول الاتحاد الاوروبى المستمر وذلك نكاية فى تركيا المسلمة المعارضة للا نقلاب ذات الاقتصاد الصاعد والقوى والتى يقدر انتاجها بثلاثة اضعاف انتاج مصر مع كما ان عدد سكانها حوالى 76 مليون فرد مقارنة باعداد سكان قبرص واليونان والتى تبلغ حوالى 12 مليون فرد من مجموع سكان الاتحاد الاوروبى البالغة 350 مليون فرد وتصل قمة المأساة الى درجة الغاء اتفاقية الرورو التى عقدت فى ابريل عام 2012 لمدة 3 سنوات مع تركيا والتى تنتهى فى ابريل 2015 والتضحية بموارد تدعم الاقتصاد المصرى المريض , و تقضى الاتفاقية بمرور الشاحنات التركية الواردة الى مينائى بورسعيد ودمياط لنقل منتجات تركيا الى دول الخليج العربى مقابل رسوم تدفع الى الخزانة المصرية تبلغ 500 دولار للشاحنة الواحدة
* تبلغ اقصى مراحل كيد النسا ونكاية فى تركيا ان يتنازل السيسى عن حقوق مصر فى حقول غازها الطبيعى الواقعة فى المنطقة الاقتصادية المصرية فى البحر الابيض المتوسط والبالغ قيمة الغاز بها حوالى 240 مليار دولار لصالح قبرص والتى عقدت اتفاقية مع اسرائيل التى قامت باستغلالها فورا وانتجت الغاز منها والذى ستقوم مصر بشراءه منها بحوالى 60 مليار دولار وبالاسعار العالمية بعد كنا مصدرين للغاز لها وبعشر الاسعار العالمي
*نكاية فى كل ماهو مسلم , يعادى السيسى تركيا المسلمة ذات القوة العسكرية الضخمة وعضو حلف الناتو بل ويقوم باستفزازها والتحرش بها ويتحالف عسكريا مع قبرص واليونان المسيحية والعدوالتاريخى لتركيا متجاهلا قبرص التركية وحقوقها فى حقول غاز البحر الابيض المتوسط وهو ما ادى بتركيا الى تفويض قواتها بالاشتباك المباشر وفق قواعد الاشتياك المحددة لها فى البحر الابيض المتوسط وهو ماقد يؤدى الى تورطنا فى حرب لا ناقة لنا فيها ولاجمل ولا قدرة لنا عليها وقد تمثل تنفيذ التحالف اخيرا فى سفر رئيس الاركان المصرى الى اليونان ولكن بزى مدنى واقول ربنا يستر.
*ممارسة لسياسة كيد النسا ومحاربة كل ماهو اسلامى فإن السيسى يورط نفسه فى حرب مع الثورة الليبية ودعم عميل المخابرات الامريكية وحامل الجنسية الامريكية حفتر ومرتزقته , غير معترف بالحكم الصادر من المحكمة العليا الليبية ( الدستورية ) بشرعية المؤتمر الوطنى الممثل للثورة الليبية رغم ان المحكمة الدستورية المصرية كانت هى اهم دعائمه لنجاح انقلابه فى مصر, ويضحى السيسى بمصالح اكثر من مليون ونصف المليون مصرى عاملين فى ليبيا مهددين بالطرد لنخسر تحويلاتهم النقدية ويزيدوا البطالة فى مصر التى تعانى فعلا من بطالة زائدة فيها ونخسر جنودنا ومواردنا الشحيحة فى حرب ليست فيها مصلحتنا بل وستطالبنا ليبيا باسترداد وديعتها البالغة 2 مليون دولار مما يزيد من المشكلة الاقتصادية فى مصر كما انها يمكن ان تسحب اسثماراتها فى مصر وثوقف تبادلها التجارى مع مصر ويبح لنا عدو دائم على حدودنا الغربية هو ليبيا الثورة .
*تبلغ قمة الاستفزاز اقصاه ضد الشعب التونسى المسلم بسفر الطائفى داعم الثورات المضادة وعدو الاسلام الاول وشريك السيسى فى الحكم نجيب سويرس الى تونس لدعم الباجى السبسى المتهالك و الفلول جهارا نهارا وهو مايعد تدخلا فى الشؤون الداخلية التونسية ولنا ان نتخيل لو جاء احد التوانسة الى مصر لدعم المعاضى ضد انقلاب السيسى ماذا كان سيحدث .
* ساتوقف عن الكتابة مكتفيا بهذ القدر بعد ان كاد القلم ينوقف فى يدى وزاد الضغط عندى الى درجة لاتبشر الخير واعتصر الالم صدرى بسبب ماوصلنا اليه من سياسات كيد النسا الى اصبحت مميزا واضحا على تخبطنا وخيبتنا .
د/ زكريا مطر
مناضل مصرى من اجل الحرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق